حسن هادي زبون : الاتصال بالمشاعر

حاولتُ بشتى السبل ان اتذكر هذا البيت من الشعر العالق في ذاكرتي من تسعينيات القرن الماضي فلم تسعفني ذاكرتي ، يا ثوب صبرك علي . طلعني بس هل عيد . صدكني منك بعد .كلشي ابد ما اريد .يا ثوب شكرا الك ادريك مو مرمر . ما بين شگ وفتگ سويتك مشجر . لم يبقى بالذاكرة سوى كلمة ( ثوب ) وكلمة (عيد ) ، لم تنفع الصفنة ولا كلمات التوسل بالرب : يا رب ساعدني اتذكر : المضحك قمت بكتابة الكلمتين بالذكاء الاصطناعي اجابني : عيد فطر مبارك مبروك على الثياب !! . لم يكن الذكاء الاصطناعي متصل بما اشعر به بالضبط ، وبعد عناء طويل وجدت القصيدة .

تركت الكمبيوتر مفتوح وذهبت اتجول في البيت ، اريد ان اغادر عناء الاحساس بمشاعر الاخر ، مغادرة عملية عصر الذاكرة امر متعب ، رجعت وامامي شاشة الكمبيوتر وتظهر فيها اجابة الذكاء الاصطناعي المضحكة ، الاجابة اخذتني الى فكرة الاتصال بالمشاعر ، قفزت اسئلة كثيرة في راسي ، هل الاتصال بمشاعر الاخرين واجب اخلاقي علينا نحن البشر ؟ لماذا البعض في حالة انفصال دائم عن مشاعر المحيط ؟ الانسان والمحيط والمشاعر .

قد يفهم القارئ الان بأني اتحدث عن مشاعر رومانسية او عن شعور بين الناس ، الحقيقة الموضوع اعمق واكبر من مشاعر الحب ، الاتصال بالطبيعة والاتصال بالموسيقى عندما تعبر الزمان والمكان ، الاتصال بالكائنات الاخرى مثل قطة بحاجة الى طعام وغير قادرة على التعبير عن جوعها ، الاتصال بكم انتم من تقرؤون هذه الكلمات .

دائما هناك مرسل و مستقبل وهناك رسالة ، المشكلة في كيف يمكن ان نكتب رسائلنا ، الكيفية التي نعبر بها عن مشاعرنا ، والقصة هل نمتلك جهاز ارسال حقيقي اي هل نحن بحالة ارسال كي نطالب الاخر باستقبال رسائلنا، والاهم من كل ذلك هل نمتلك قدرة على استقبال ما يرسله لنا المحيط ، هل نحن قادرون على معرفة ما يشعر به الآخرين ، مثلما شعر الشاعر بقيمة الثوب رغم تمزقه وقال : يا ثوب شكرا الك ادريك مو مرمر . ما بين شك وفتك سويتك مشجر .

مشاركة الخبر

مواضيع ذات صلة