حسن هادي زبون : ماذا يحصل في عيادة الطبيب النفسي .

بينما كنت أخطو خطواتي نحو عيادة الطبيب النفسي من اجل ان اتفق معه على اجراء لقاء إذاعي حينها كنت عبارة طبيب نفسي تثير دوامة من المشاعر المتضاربة في داخلي و شعور بالقلق والارتياب. العيادة تقع وسط ساحة النصر ،وسط الضوضاء والهموم ، دخلت العيادة دفعت الباب ، قابلني السكرتير بالسؤال : عندك موعد ؟ راجعتنا سابقا ؟ . بصوت مرتبك ووسط نظرات المراجعين اجبته : لست مريض . وكأنه نسب لي تهمة ، ثم قلت له : عندي لقاء إذاعي مع الطبيب واحتاج ان أضبط الموعد

القاعة مكتظة بالمرضى ، لم اجد مقعداً شاغراً الا بعد دخول احد المراجعين للطبيب ، احاديث ودية تدور بين المراجعين وذويهم لتخفيف التوتر الناتج من الانتظار ، ابتسامات خفيفة، مريض يدخل وآخر يخرج ، يتحرك الفضول بداخلي لمعرفة ماذا يعانون هؤلاء؟ هل يعاني هذا المراجع من وسواس قهري ؟ ام يعاني ذاك من الاكتئاب؟ هل تلك السيدة تعاني اعراض ما بعد الصدمة ؟ تساؤلات لا يحق لي الإفصاح عنها .

الوقت يجري وانا بانتظار لحظة دخولي الى الطبيب ، كان بإمكاني أن اطلب من السكرتير ان يبلغه بوجودي لكنني كنت اريد الجلوس فترة اطول ، كلما يمر الوقت وانا بين المراجعين تتلاشى الصورة النمطية المتشكلة عن الطبيب النفسي او عيادات الأطباء النفسيين ، الصورة المحرجة حول مراجعة طبيب نفسي .

الوصمة الاجتماعية والتمايز والخجل وعدم الثقة والخوف من الكشف عن الأمور الشخصية كلها أسباب لم تعد مقنعة لتدفع المريض من عدم الذهاب الى الطبيب النفسي ، المرض النفسي مرض مثله مثل أي مرض اخر، وقد يكون أقل خطرًا من الامراض العضوية ، اغلى الأجور في الدول الغربية هي أجور الطبيب النفسي لأهمية العلاج ، وقد يحتاج انتظار عدة اشهر كي يتمكن المريض من الحصول على موعد مع الطبيب لأهمية الطبيب النفسي. .

أصبحت القاعة خالية من المرضى ودخلت بعدها الى الطبيب، تحدثنا عن موضوع اللقاء الإذاعي المتفق عليه ، حاولت ان اعرف شيء عن المرضى وبطريقة ذكية لم يفصح الطبيب شيء عن مرضاه ، شعرت بالارتياح وكأنني مريض وتم علاجي ولكن العلاج من الصورة النمطية عن الذاهب لطبيب نفسي وسط ساحة النصر حيث تتداخل الضوضاء والهموم .

مشاركة الخبر

مواضيع ذات صلة